زراعة الشعر للنساء
يعتقد الكثير من الناس أن عمليات زراعة الشعر مقتصرة على الرجال فقط، إلا أن ذلك يعتبر بعيدا عن الواقع والمنطق أيضا، فاهتمام الرجل بشعره يمكن أن يعتبر شيئا ثانويا، كما أن الكثير من الرجال لا يبالون بفقدان شعورهم بل يحبون إطلالتهم أحيانا بدون شعر، فنجد الكثيرون أحيانا يحلقون رؤوسهم تماما اتباعا للموضة أو ما شابه.
أما بالنسبة للمرأة فالأمر مختلف تماما حيث يعتبر شعرها تاج جمالها ولا يمكن إهماله بأي حال من الأحوال، ففقدان الشعر لدى المرأة ينقص من أنوثتها مما يسبب لها الكثير من الألم النفسي و المعاناة.
وربما كان انتشار عملية زراعة الشعر لدى الرجال يرجع لكثرة حالات الصلع أو فقدان الشعر لدى الرجال عنه في النساء، ولكن في الفترة الأخيرة انتشرت ظاهرة فقدان الشعر بكثرة لدى النساء بل وأيضا انتشر الصلع بين النساء، مما جعل إجراء عملية زراعة الشعر للنساء حلا مناسبا لكل فتاة أو سيدة تعاني من فقدان الشعر وتريد إطلالة صحية ورائعة تعيد إليها جمالها وثقتها بنفسها.
ما هي عملية زراعة الشعر للنساء
قبل شرح ماهية عملية زراعة الشعر يجب أولاً أن ندرك مما يتكون الشعر، يتكون الشعر من جذر وساق. الجذر هو الجزء الموجود تحت فروة الرأس أو الجلد محاط بغلاف دهني ويوجد في نهايته البصيلة التي تمرر التغذية للشعرة، أما الساق فهو الجزء الظاهر من الشعرة فوق الجلد ويتكون من حزمة من الألياف اللينة والمحاطة بطبقة بروتينية كالتي تتكون منها الأظافر والطبقة الخارجية من الجلد.
يوجد في فروة الرأس حوالي مائة ألف بصيلة بمعدل 100 بصيلة في السنتيمتر المربع الواحد، وتحتوي كل بصيلة على شعرة واحدة أو عدة شعيرات مما يجعل الشعر كثيفاً أو لا. يتساقط من الشعر يومياً بين خمسين ومائة شعرة ويعتبر ذلك معدلاً طبيعياً لتساقط الشعر، حيث تموت هذه الشعيرات وتتجدد شعيرات أخرى، ولكن إذا زاد المعدل عن ذلك أصبح تساقط الشعر مرضاً يحتاج إلى علاج.
أسباب تساقط الشعر عند النساء
تتعدد الأسباب لتساقط الشعر وتختلف من امرأة إلى أخرى، ولكن هناك أسباب عامة تؤدي إلى تساقط الشعر لدى النساء ومن أبرزها:
1. الإكثار من استخدام المستحضرات الكيميائية كالشامبوهات والصبغات ومثبتات الشعر.
2. كثرة استخدام مجففات الشعر.
3. التوتر العصبي والضغوط النفسية.
4. أسباب وراثية.
5. بعض الأمراض الجلدية مثل الثعلبة.
6. سوء التغذية وقلة نسبة البروتين في الغذاء.
7. بعض الأدوية والعلاج الكيميائي.
8. التقدم في السن.
تلجأ الكثير من السيدات للعديد من الوسائل لمنع سقوط الشعر، فمنهن من تلجأ للأعشاب والخلطات الطبيعية المنزلية، ومنهن من تذهب إلى الطبيب لأخذ العلاج الدوائي الذي غالباً ما يكون على شكل كبسولات مغذية ومحلول لدهن الشعر وشامبو طبي. لكن المشكلة تكمن عادة في أن علاج تساقط الشعر بهذه الطرق يأخذ الكثير من الوقت الذي يمتد لشهور وأحياناً لسنوات لظهور نتيجة ملموسة، كما أن مشكلة تساقط الشعر يمكن أن تعود للظهور مرة أخرى بعد فترة من توقف العلاج.
لذلك كانت عملية زراعة الشعر للنساء حل عملي وفعال كما أنه يتميز بسرعة ظهور النتائج وعدم إمكانية تساقط الشعر المزروع مرة أخرى.
تقنيات عملية زراعة الشعر للنساء
تتم عملية زراعة الشعر للنساء عن طريق أخذ عدة بصيلات من مؤخرة رأس المريضة، حيث أن هذه المنطقة لا تتأثر بتساقط الشعر وتظل بصيلاتها في حالة جيدة، من ثم تتم إعادة زراعة هذه البصيلات في أماكن فقدان الشعر.
هناك تقنيتان لعملية زراعة الشعر للنساء:
تقنية الشريحة
تعتمد هذه التقنية على أخذ شريحة عرضية من مؤخرة فروة الرأس، ثم يتم تقسيم هذه الشريحة إلى عدة شرائح صغيرة بكل منها بصيلة أو اثنتين، بعد ذلك يقوم الطبيب برسم خريطة لتدرج زراعة الشعر، ثم يتم تحديد الأماكن التي سوف يتم زراعة الشعر بها، وفي كل مكان لزراعة الشعر يتم عمل فتحة بقطر مليمتر لغرز الشرائح فيها. لكن يعيب هذه التقنية ترك ندبة دائمة ولكن غير ظاهرة -تحت الشعر- في مكان أخذ الشريحة من مؤخرة الرأس.
تقنية الاقتطاف
تعتبر هذه التقنية هي الأحدث والأكثر انتشاراً وتطوراً في الوقت الحالي وذلك لأنها تتلافى العيوب التي تسببها التقنية الأولى، فلا أثر لندبات أو ما شابه ولكنها أيضاً الأكثر تكلفة. وتختلف تقنية الاقتطاف عن تقنية الشريحة في طريقة أخذ البصيلات، حيث يقوم الطبيب باستخراج بصيلات كاملة باستخدام إبر معينة من مؤخرة فروة الرأس، ثم يقوم بإعادة زراعتها مرة أخرى وفقا للخريطة المحددة لزراعة الشعر في مقدمة الرأس.
خطوات إجراء عملية زراعة الشعر للنساء
تمر عملية زراعة الشعر للنساء بعدة مراحل:
1. حلاقة الشعر وجعله بطول 1 أو 2 مليمتر في المنطقة المانحة في مؤخرة الرأس.
2. تخدير المنطقة المانحة تخدير موضعي.
3. يتم قطع شريحة عرضية من مؤخرة الرأس في تقنية الشرائح وتقطيعها إلى شرائح أصغر تحتوي كل منها على بصيلة أو اثنتين، أو انتزاع بصيلات كاملة باستخدام أبر طبية مخصصة في تقنية الاقتطاف.
4. يتم عمل خريطة لزراعة الشعر على فروة الرأس وتحديد أماكن الزراعة.
5. يتم تخدير المنطقة التي سوف يتم زراعة الشعر بها في مقدمة الرأس.
6. يتم زراعة الشرائح الصغيرة أو البصيلات وفقاً للخريطة في الأماكن المحددة لذلك مع مراعاة كثافة الشعر المطلوبة و اتجاه الشعر.
تستغرق العملية ما بين 4 إلى 8 ساعات وفقاً لمساحة فروة الرأس المطلوب زراعتها وعدد البصيلات أو الشرائح المستخدمة في العملية، ولا تحتاج المريضة للمبيت في المستشفى بعد إجراء الجراحة إذ يمكنها المغادرة بعد عدة ساعات من إجراء العملية.
أعراض جانبية قد تظهر بعد إجراء العملية
بالرغم من أن عملية زراعة الشعر للنساء تعتبر عملية بسيطة إلا أن هناك عدد من الأعراض الجانبية التي يمكن تحدث بعد إجراء هذه الجراحة ومنها:
- سقوط الشعر المزروع: وهذا العرض من الأشياء الأكثر شيوعاً بعد إجراء عملية زراعة الشعر للنساء، ولكن لا ينبغي للمريضة أن تفزع فذلك أمر طبيعي، وسوف يعود الشعر للنمو بالكامل مرة أخرى في غضون أسابيع.
- الحكة: ربما تصاب المريضة ببعض الحكة في فروة الرأس التي تم زراعة الشعيرات بها، ويمكن التغلب عليها باستخدام الشامبوهات والمحاليل الطبية المخصصة لذلك الغرض.
- الشعور بالألم: وهو أمر طبيعي بعد إجراء أي عملية فيتم إعطاء المريضة بعض المسكنات.
- النزيف: ربما تحدث عدة جروح بفروة الرأس مما تتسبب في بعض النزيف ولكن لا داعي للقلق فيمكن معالجة النزيف مع مرور الوقت.
قبل وبعد عملية زراعة الشعر للنساء
تتحدث جين عن تجربتها وتقول:” بدأ شعري بالتساقط بعد سن الأربعين، ولكني لم ألحظ ذلك منذ البداية واعتقدته التساقط اليومي الطبيعي للشعر، ولكن بعد عدة أشهر استطعت ملاحظة أماكن خالية من الشعر تماما بفروة رأسي ففزعت، واتجهت لتجربة الكثير من المستحضرات الطبية لإعادة إنبات الشعر ومنع التساقط ولكن باءت محاولاتي كلها بالفشل ولم تزد شعري إلا سقوطاً.
وتتابع: ساءت حالتي النفسية مما اضطرني لتغطية شعري معظم الوقت خوفا من الحرج من مظهره، وفي يوم من الأيام أخبرتني صديقتي أنها أجرت عملية زراعة الشعر عند طبيب مشهور وكانت النتيجة مبهرة، ونصحتني بالذهاب إليه. بالفعل ذهبت إليه وعرفني على التقنيات المختلفة لزراعة الشعر ولكني لم أحبذ تماما تقنية الشرائح بالرغم من انخفاض تكاليفها، وقررت أن يتم إجراء العملية بتقنية الإقتطاف.
وبعد إجراء العملية عانيت قليلا من الألم وسقوط الشعر الذي تم زراعته ولكن بعد مرور ثلاثة أشهر عاود الشعر للنمو من جديد، وحالياً أتمتع بشعر جميل لا مثيل له، مما أعطاني الثقة بنفسي مرة أخرى.
خطورة ومضاعفات عملية زراعة الشعر للنساء
تعتبر العملية بسيطة تتم تحت تأثير التخدير الموضعي، ومع ذلك لا يجب أن ننسى أنها عملية جراحية في المقام الأول و تنطوي على خطورة وإن كانت بنسبة ضئيلة. من أشهر المضاعفات التي يمكن أن تحدث بعد إجراء عملية زراعة الشعر للنساء:
1. الخراج: هو كتلة صلبة تتكون عادة عند وصول ميكروب لجرح ما ويقوم جهاز المناعة بمقاومته عن طريق كرات الدم البيضاء، وهي في أغلب الأحيان غير ضارة ولكنها مؤلمة، وعند حدوث الخراج بعد إتمام العملية، يجب على المريضة الذهاب إلى الطبيب بسرعة لاستشارته.
2. العدوى: وتحدث العدوى نتيجة استخدام أدوات غير معقمة تعقيما صحيحاً في إجراء الجراحة أو تعرض الجروح للميكروبات عن طريق الجو أو الضمادات المستخدمة، ولتجنب ذلك يجب على المريضة اختيار المركز الطبي أو المستشفى التي ستقوم بإجراء الجراحة فيها بكل عناية، كما يجب عليها أن تهتم بنظافة الجروح بعد إجراء العملية وإبعادها عن أي مسبب للعدوى.
3. ًالتورم: ربما تظهر بعض التورمات بعد إجراء الجراحة و قد تمتد للجبين أو العينين مما يستدعي تدخل الطبيب فورا.
4. الشعور بالخدر: وقد يمتد هذا الشعور لعدة أسابيع بعد الجراحة ولكن إن لم يزول يجب إستشارة الطبيب في الحال.
نصائح يجب إتباعها قبل إجراء عملية زرع الشعر
يجب على المريضة اتباع بعض النصائح والتي سوف تقيها من مشاكل كثيرة محتملة الحدوث إن لم تتبعها ومن أهمها:
1. إختيار الطبيب الماهر لإجراء الجراحة ممن له سجل حافل بعمليات زراعة الشعر للنساء الناجحة.
2. إختيار المستشفى أو المركز الطبي الجدير بالثقة.
3. ًالتشاور مع الطبيب الذي سيقوم بإجراء الجراحة عن التقنية التي تفضلينها، الشرائح أم الاقتطاف، وبناء عليه سوف يرى الطبيب ما إذا كان اختيارك مناسباً لحالتك أم لا.
4. إخبار الطبيب المعالج عن أي أمراض تعانين منها، واذا كنتِ تتناولين أدوية طبية بصفة مستمرة.
5. إطلاع الطبيب على التصور النهائي لشعرك بعد إتمام الجراحة، وما النتائج التي تتوقعينها.
6. عمل التحاليل المطلوبة منكِ قبل إجراء عملية زراعة الشعر.
أترك تعليق