عملية تجميل الأنف

عملية تجميل الأنف

الفكرة السائدة في مجتمعاتنا عن عمليات تجميل الأنف فكرة قاصرة للغاية، فالشائع عنها هو عمليات تصغير حجم الأنف والتي غالباً ما يتم التعامل معها باعتبارها رفاهية، وما هي إلا أحد أبسط أنواع هذه العمليات، في حين أن بعض أنواع عمليات تجميل وتقويم الأنف قد تكون ضرورة علاجية في بعض الأحيان كما سنرى تفصيلاً.

أين وكيف تتم هذه العمليات؟ كيف بدأت، وإلى أين وصلت؟ ما هي التكلفة المحتملة لهذه العمليات؟ أين يمكن إجرائها؟ وما هي المخاطر المحتملة لها؟ كيف يمكن أن أحدد مدى حاجتي لها؟ سوف نتعرف على كل هذا وأكثر في هذا المقال.

 

ما هي عملية تجميل الأنف؟

هي عملية تعديل شكل الأنف والتي أحيانًا ما يشار إليها بعملية إعادة تشكيل الأنف. على الرغم من كون هذه العملية تتم بغرض تجميلي بالدرجة الأولى ألا وهو زيادة التناغم والتناسب بين الأنف وباقي ملامح الوجه، إلا أنها تُجرى في أحيان كثيرة بغرض علاج مشاكل واضطرابات التنفس الناتجة عن تشوهات أو عيوب في بنية الأنف، و بسبب التعرض لبعض الحوادث.

يمكن أن تتم عمليات تجميل الأنف بعدة صور نذكر منها:

  • تغيير حجم الأنف (سواء لتصغيره أو تكبيره).
  • تغيير عرض الأنف أو حجم أو موضع أرنبة الأنف.
  • تجميل مرتفعات أو منخفضات الأنف الواضحة المؤثرة في الشكل الكلي للوجه، أو لزيادة تماثل الأنف.
  •  

تاريخ جراحة تجميل الأنف

ترجع أصول جراحات تجميل الأنف إلى مصر القديمة، قبل الميلاد بحوالي 3000 عامكان من الشائع قطع أنوف اللصوص في ذلك الوقت، فابتكر الأطباء المصريين طريقة لإعادة تركيب الأنف وتجميله، وسجلوا هذه الطريقة باللغة الهيروغليفية على أوراق البردي. وعلى الرغم من بساطة العملية المذكورة حينها، إلا أنها شكلت أساساً لتطور جراحة تجميل الأنف بعد هذه الفترة بقرون.

ولأسباب مشابهة فقد ظهرت جراحات تجميل الأنف في الهند في عام 500 قبل الميلاد، وذلك دفعاً للذل والعار الذي يلحق بالسارق بعد قطع أنفه، كانت العملية التي تم إجرائها في ذلك الوقت أكثر تطوراً من مثيلتها لدى المصريين القدماء، وما تزال بعض أسسها ظاهرة في عمليات تجميل الأنف حتى وقتنا هذا.

ثم ظهرت بعدها جراحة تجميل الأنف في الامبراطورية الرومانية في عام 27 قبل الميلاد، وحينها قدم “آولوس كورنيليوس سلزوس” جراحة تجميل الأنف كأقرب ما يكون لجراحات تجميل وتقويم الأنف الحديثة.

وبعدها مرت جراحة تجميل الأنف بأطوار عديدة حتى تسارع تطورها في المرحلة التي تلت الحربين العالميتين الأولى والثانية، وقد كانت المخاطر مرتفعة حينها بسبب مشاكل التخدير العديدة، لكن تطور تقنيات التخدير منذ ذلك الوقت ساعد على زيادة عوامل الأمان وتقليل مخاطر هذه الجراحات.

 

أظن أنني بحاجة إلى جراحة لتجميل أنفي، فكيف يمكنني التحقق من كونها مناسبةً لي؟

هناك عدة أمور يجب أخذها بعين الاعتبار لمعرفة مدى أهلية الفرد لإجراء هذا النوع من عمليات الأنف، نذكر منها:

• يجب أن يكون نمو عظام الوجه مكتمل، فلا يمكن إجراء العملية في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ويجب أن تكون عظام الوجه سليمة ولا تتضمن أي نوع من أنواع التشوه.

• يجب أن يكون المرشح لهذه العمليات في حالة صحية جيدة، وكذلك يجب ألا يكون من المدخنين لأن التدخين يسبب حدوث مضاعفات لهذه العملية ويزيد من مدة التعافي المتوقعة لها.

• يجب على المريض أن يتطلع الى نتائج واقعية وأن يكون مستعداً لتقبل التغيير الذي سيحدث في شكله نتيجة لهذه العملية.

التعافي وفترة النقاهة بعد عمليات تجميل الأنف

تعتبر عملية تجميل وتقويم الأنف من الجراحات البسيطة التي لا تتطلب فترة نقاهة أو تعافي طويلة، حيث يتمكن المريض من مغادرة المستشفى في اليوم التالي من إجراء العملية الجراحية وأحياناً في نفس اليوم. بالرغم من ذلك، فإن الأمر يختلف من شخص لآخر، كما أن التقنية المستخدمة في الجراحة تسبب تباين شديد في فترات التعافي،. وبالتالي لا بد من الالتزام بتعليمات الطبيب بعد العملية الجراحية لضمان تعافي صحي وسريع.

بعد العملية يكون الأنف مختلف ويبدأ شكله بالتغير التدريجي مع زوال الانتفاخ. والالتزام بتناول العلاج الموصوف وتجنب التعرض لأشعة الشمس قدر الإمكان، فتصل الأنف إلى شكلها النهائي في فترة تتراوح بين أسبوعين وحتى 12 أسبوع.

فلا تخش شيئاً إذا وجدت أنفك محتقناً ومنتفخاً عقب إزالة القالب الجراحي بعد حوالي أسبوع من إجراء العملية الجراحية، فهذا أمر طبيعي تماماً، وأحياناً قد يستغرق الأمر عاماً كاملاً بعد الجراحة للوصول للصورة النهائية للأنف، فتحلي بالصبر والتزم تماماً بتعليمات الطبيب.

 

النتائج قبل وبعد العملية

عليك مراعاة أن فترة النقاهة بعد العملية فترة مهمة ويجب التعامل فيها بحرص مع الالتزام بتعليمات الطبيب لضمان الوصول لشكل الأنف الذي ترجوه، حيث أن أي اختلال في التئام الجلد أو الأجزاء التي تحته يؤدي إلى اختلال في شكل الأنف لاحقا، و قد تظهر بعض المشاكل نتيجة عدم اتباع الإرشادات الطبية بدقة في فترة ما بعد العملية.

يتم تقييم النتائج في خلال عام من إجراء الجراحة، وبعد زوال التورم بالكامل في منطقة الأنف. ويجب أن يكون الشخص جاهزاً لتقبل هذا التغير الكبير في شكل الوجه والذي سينتج عن تغير شكل الأنف.

 

ما هي الخطوات التي تتم قبل وأثناء وبعد عملية تجميل الأنف؟

قبل العملية بثلاث أسابيع يجب أن يخضع المريض لبعض التحاليل المعملية وكذلك لتخطيط رسم القلب الكهربائي. وفي الفترة التي تسبق العملية الجراحية بأسبوعين يجب أن يمتنع المريض عن تناول أي أدوية قد تسبب سيولة في الدم وتأخر التجلط، ومن بين هذه الأدوية بعض المسكنات مثل الأسبيرين والعقاقير التي تحتوي على ايبوبروفين.

كذلك، يجب على المريض أن يتوقف عن التدخين أو تناول النيكوتين. يجب أيضًا أن يمتنع عن تناول فيتامين هـ وأن يبدأ في تناول فيتامين ج يومياً بكميات لا تقل عن 1000 -ملغ يومياً، كما يجب أيضاً الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية في الفترة التي تسبق العملية الجراحية وفي الفترة التي تليها. إذا كنت ستخضع للتخدير الكلي في العملية الجراحية فيجب الامتناع عن تناول أي أطعمة أو مشروبات لمدة لا تقل عن 8 ساعات قبل إجراء العملية.

خطوات عملية تجميل الأنف

التخدير

وقد يكون التخدير تخدير كلي أو جزئي أو موضعي بحسب ما يراه الطبيب. بعد هذا تبدأ العملية التي قد تكون من خلال إحداث شق بالأنف أو بدون استعمال هذا الشق.

إعادة تشكيل الأنف

من خلال إزالة بعض الغضاريف والعظام، قد يتطلب الأمر أحيانا زراعة بعض الغضاريف.

تصحيح شكل حاجز الأنف

إن كان منحرفاً ثم يتم غلق الشق الجراحي في حالة استخدامه وتركيب جبيرة للأنف.

ثم تبدأ مرحلة التعافي وانتظار النتائج عقب الإفاقة من التخدير.

 

ما بعد العملية الجراحية

بعد العملية الجراحية يلتزم المريض بنفس التعليمات التي يتم الالتزام بها عقب كل العمليات الجراحية، فيجب عليه ألا يتناول الطعام إلا بعد التأكد من حركة الأمعاء، وأن يحاول الحركة في المنزل قدر الإمكان لتجنب الجلطات.

يجب تجنب التدخين والكحوليات، والابتعاد عن التمارين الرياضية العنيفة لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع بعد العملية. يجب أيضًا الحفاظ على جفاف جبيرة الأنف في الأسبوع التالي للعملية وحتى إزالتها، وينبغي عدم التعرض لضوء الشمس المباشر في الأسابيع التالية للعملية وحتى تمام التعافي.

 

ما هي الأنواع المختلفة لجراحات تجميل الأنف؟

• جراحة تصغير الأنف: وقد تشمل مناطق بعينها مثل الأرنبة أو جسر الأنف أو عرض الأنف.

• جراحة تكبير الأنف: وغالباً ما يكون هذا النوع من الجراحات علاجياً، وقد يكون ناتجًا عن تشوه أو عدم اكتمال في نمو الأنف، أو عقب الاستئصال الجراحي لجزء من الأنف.

• جراحات تجميل الأنف العرقية: والتي تنتشر في أعراق بعينها تتميز بأشكال وحواف للأنف مثل شعوب الشرق الأوسط أو شعوب مناطق البحر المتوسط.

• جراحات تجميل الأنف التالية للحوادث: التي تتم في خلال فترة أسبوع إلى عشرة أيام عقب التعرض لحادث تسبب في تدمير بعض عظام الأنف أو غضاريفها.

 

ما هي المخاطر والمضاعفات المحتملة لجراحة تجميل وتقويم الأنف؟

• أول المخاطر المحتملة في عملية تجميل الأنف هي مخاطر التخدير الكلي، والتي قد يتعرض المرء فيها لحساسية غير معروفة مسبقاً لأحد العقاقير المستخدمة في عملية التخدير والتي قد تؤدي إلى وفاة المريض.

• مخاطر أخطاء الطبيب أو المركز العلاجي، ولهذا السبب يجب اختيار طبيب حاذق وماهر ليقوم بإجراء العملية.

• من الشائع أن تؤدي عمليات تجميل الأنف إلى مشاكل في التنفس، وقد سجل هذا في حوالي 70% ممن تعرضوا لإجراء هذه العمليات.

• مخاطر زراعة الأنسجة لتجميل الأنف، والتي تشمل إزاحة الأنسجة أو امتصاصها إن كانت الزراعة ذاتية، أو رفضها إن كانت الزراعة لنسيج من خارج الجسم.

• مخاطر العدوى بعد العملية الجراحية والتي يمكن تجنبها قدر الإمكان من خلال الالتزام بتعليمات الطبيب، وتناول العقاقير التي يصفها الطبيب في أوقاتها المحددة.

• تم تسجيل بعض حالات الخدر في الأنف، وتليف الأنسجة، وضمور الأنسجة لدى بعض من أجريت لهم عمليات تجميل الأنف.

• غالباً ما يتعرض المريض لتورم في الأنف في الفترة التي تلي العملية والتي قد تصل إلى عام كامل.

• قد يحدث أحياناً تغير في لون جلد الأنف.

ونؤكد ثانية أن معظم هذه المشاكل يمكن تجنبه من خلال اختيار جيد لطبيب ماهر يهتم بالتعليم المستمر ولديه خبرة في أحدث تقنيات عمليات تجميل الأنف.

 

ما هي الأسئلة التي يجب أن تطرحها على طبيبك قبل الخضوع لجراحة تجميل الأنف؟

ينبغي عليك التوجه إلى طبيب التجميل ببعض الأسئلة حول العملية قبيل إجرائها للتأكد من مدى الجدوى من إجراءها وما هي المضاعفات التي يمكن أن تتعرض لها.

اطرح على طبيبك أسئلة بشأن خبراته العملية وتدربه على تقنيات عمليات تجميل الأنف وسجل نتائجه السابقة فيها.

• هل المؤسسة الطبية التي ستجري فيها العملية مجهزة تماماً للتعامل مع حالات الطوارئ والمضاعفات بالغة الندرة لهذه العملية؟

• هل أنا مرشح جيد لهذه العملية؟

• ما هي فترة التعافي التي يتوقعها الطبيب؟

• ما هي المخاطر والمضاعفات التي يتوقعها الطبيب وكيف يمكن التعامل معها؟

• ما هي الخيارات المتاحة لي بخلاف جراحة تجميل الأنف؟

• ما هو الوقت الذي قد تستغرقه العملية الجراحية؟

• ما هي خيارات التخدير المتاحة لي؟

أترك تعليق

أطلب إستشارة مجانية